السبت، 26 نوفمبر 2011

اصعد للمنصة ولا تجسّد دور البطل

استنكرت نقابة الأطباء الكويتية الأخبار الصحافية التي تناقلتها الصحف بما يخص قرار استقالة وزير الصحة الدكتور هلال الساير من منصبه الوزاري على خلفية أحداث 'الأربعاء الأسود'، معتبرة تلك الأخبار 'هروبا سياسيا' من الاستجواب المقرر تقديمه للوزير قريبا.


وقال نقيب الأطباء الدكتور حسين الخباز إن التسريبات الصحافية عن استقالة الساير جاءت بما يتفق مع سياسة 'سلق الاستجوابات' التي انتهجتها الحكومة مؤخرا مع الأسف الشديد، واستفزت بها النواب مرارا وتكرارا حتى تسببت بهذه الفوضى السياسية 'غير المسبوقة' عن طريق نزول المعارضة للشارع مما أسفر عن أحداث اقتحام مجلس الأمة وضرب أبناء هذا الوطن من المواطنين وقوات الأمن، وهو ما ندينه ونستنكره بشدة.

مضيفا بأن هذا 'الهروب الكبير' من الساير تجاه المسئولية التي تنتظره بالاستجواب هو أكبر دليل على عدم قدرته مواجهة المساءلة السياسية المنصوص عليها بالدستور الكويتي الذي دافعنا عنه ممن 'هتك عرضه' بليلة الأربعاء الأسود، وها نحن هنا اليوم ندافع عنه ممن يحاول 'الدوس في بطنه' عن طريق هروب الساير من هذا الاستحقاق الدستوري 'بالاستقالة' عوضا عن اعتلاء المنصة وتفنيد الاستجواب.

وأكد الخباز أن الساير يحاول 'الهروب للأمام' من خلال خيار الاستقالة حتى يصبح البطل الحكومي القادم وحامي حمى الدستور ذلك على الرغم من قيامه بالتصويت على 'إحالة وشطب' الاستجوابات بما يتفق مع سياسة 'تفريغ الدستور' من محتواه، معتبرا 'الاستقالة' تنصلا من المسئولية التي تنتظره بالاستجواب القادم والذي سيشهد التحقيق بالعقود التي أبرمها الساير 'بمئات الملايين' من الدولارات وصبت جميعها في جيب المستشفيات والجامعات الأجنبية والتي لم تثمر عن أي إضافة تذكر لتطوير الخدمات الصحية بالكويت بل ازدادت سوءً في عهده.

مبينا أنّ استجواب الساير لن يقتصر على خدمات وزارة الصحة بل وسيطال تعسف معهد الكويت للاختصاصات الطبية ضد الأطباء، وتعيين الساير لصديقه المقرب الدكتور عبداللطيف البدر أمينا عاما للمعهد على الرغم من أنه ليس طبيبا حتى يكون مسئولا عن تعليم الأطباء، إضافة لتعيين البدر أمينا عاما من دون لجنة اختيار لهذا المنصب كما هو الحال تماما عندما تم تعيينه مديرا لجامعة الكويت، الأمر الذي تسبب بتدهور التعليم الطبي بالكويت وتعجيز الأطباء الكويتيين من الابتعاث للخارج، ناهيك عن مشكلة 'الرسوب الوظيفي' التي نتجت بسبب النظام التعليمي الجديد، وكل ذلك بسبب هذه المحاباة بالتعيينات لهذه المناصب القيادية التي أثبت البدر فشله بإدارتها إلى أن كافئوه بتعيينه مديرا لجامعة الكويت.

وزاد الخباز قائلا: هذا ولتعلم الحكومة أنّ الساير هو من أعطى أوامر إقالتي من وزارة الصحة بعد قيام النقابة وأثناء زيارتها لصاحب السمو الأمير في يوليو الماضي بنقل هموم الأطباء لسموه، فما كان من الساير - وبعد أسبوعين فقط من لقاء سموه - إلا وأن دبر مخطط إقالتي من الوزارة، بل ولم يكتفي بذلك فقد كرس 'قانون العزبة' عندما قال لأحد الزملاء 'كيف يذهبون للأمير ويشتكوننا عنده ؟؟ ... إذا أراد الخباز الرجوع للوزارة فليأتي ويتأسف لي حتى أفكر بإرجاعه'، متخيلا بأننا نعيش في 'عزبة هلال' وليس في دولة الكويت التي يحكمها قانون ودستور.

واستطرد قائلا: إذا كان طغيان وزير الصحة بهذه الكيفية وقيامه 'برد تحية' زيارة النقابة لصاحب السمو الأمير بقرار إقالتنا من الوزارة فإن ذلك يثبت أن الحكومة الحالية 'غير جادة ولا جديرة' بتطبيق كلمات سموه على أرض الواقع، وأن فسادها بات مستشريا حتى أصبحت عقوبة نقل هموم المواطنين لسمو الأمير هي 'قطع الأرزاق'!، الأمر الذي بات يبرر لكثير من المواطنين 'تصرفات المعارضة' الخارجة عن الحدود العامة والتي تنتهجها لقمع ظلم الحكومة للوطن والمواطن.

وختم الخباز تصريحه مؤكدا على ضرورة العمل بكلمات صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه بتطبيق القانون بحزم ودون تراخ، على أن تكون حكومتنا هي 'القدوة' للشعب بتطبيق مسطرة القانون على الجميع بلا استثناءات ولا انتقائية وبالسرعة نفسها التي تصل فيها لعامة الشعب منها إلى 'المتنفذين'، مطالبا الساير بالصعود للمنصة وتفنيد الاستجواب والكف عن المزايدات الوهمية أمام الشعب ليتنصل من المسائلة السياسية بصورة 'البطل'.

0 التعليقات:

إرسال تعليق